قَالَ رَسُولُ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ: "فُكُّوا الْعَانِيَ - يَعْنِي الْأَسِيرَ - وَأَطْعِمُوا الْجَائِعَ، وَعُودُوا الْمَرِيضَ".
فُكُّوا الْعَانِيَ
عَنْ أَبِي مُوسَى عبد الله بن قيس الأشعري رَضِيَ اللَّهُ عَنْهُ قَالَ:
الإسلام دين المحبة والإخاء والتعاون على البروالتقوى، لا يضام إنسان في ظله، ولا يشقى أحد بعدله.
دين يدافع عن المباديء الإنسانية التي تدعو الإنسان إلى احترام أخيه الإنسان وتقدير مشاعره ومواهبه وقدراته، ومراعاة ظروفه العامة والخاصة، وهي التي يشير إليها رب العزة في قوله:
{ يَا أَيُّهَا النَّاسُ إِنَّا خَلَقْنَاكُمْ مِنْ ذَكَرٍ وَأُنْثَى وَجَعَلْنَاكُمْ شُعُوبًا وَقَبَائِلَ لِتَعَارَفُوا إِنَّ أَكْرَمَكُمْ عِنْدَ اللَّهِ أَتْقَاكُمْ إِنَّ اللَّهَ عَلِيمٌ خَبِيرٌ}
(سورة الحجرات: 13).
وقوله صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ:
"النَّاس سَواسِية كَأسنَان المَشْط لَا فَضْلَ لِعَرَبِيٍّ عَلَى أَعْجَمِيٍّ، وَلَا أبيض عَلَى أَسْوَدَ إلا بالتقوى"
دين يدعو إلى مكارم الأخلاق ومحاسن الشيم، ويحض على إطعام المساكين وتنفيس الكرب عن المكروبين، ومواساة المرضى ومن في حكمهم من البائسين والمحرومين.
وهذه الوصية من مئات الوصايا التي تعبر عن سماحة هذا الدين حتى مع أعدائه؛ لأنه دين لا يعادي من يعديه، ولكن يكتفي برد عدوانه عن معتنقيه، ويتشوف إلى الإسلام متى وجد سبيلاً إليه، ويجب كل ذنب اقترفه الكافر إذا أسلم، ويبارك خطاه إذا أظهر للمسلمين حسن النية، ولم يصدر منه ما يظهر خبث طويته وفساد قصده.
فها هو رسول الله صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ يأمر المسلمين جميعاً بفك العاني من أسره، وإطعام الجائع بما يسد جوعته، وعيادة المريض في المرض الذي يسمح فيه بعبادته؛ تطيباً لنفسه، ومواساة لقلبه، وتخفيفاً لآلامه، وتجديداً لآماله في الشفاء، وترغيباً له في الصبر من أجل الحصول على الثواب.
وتعالوا بنا الآن ننظر في هذه الوصية نظرات نزداد بها تعمقاً في فهم معانيها وفقه مراميها.
العاني هو الأسير – سمي بذلك لما يعانيه من الحبس والأغلال، والغربة وفقد الحرية، والوقوع في الفتنة وغير ذلك مما يجده من كرب وشدة، مأخوذ من عنا يعنو فهو عان، والجمع عناة، والمرأة عانيه والجمع عوان.
قال ابن الأثير: العاني: الأسير، وكل من ذلك واستكان وخضع فقد عنا.
والأسير قد يكون من الكفار وقد يكون من المسلمين.
فإذا كان من المسلمين فتخليصه من الأسر فرض على الكفاية.
وفرض الكفاية هو الذي إذا قام به البعض سقط عن الباقين، وعلى هذا جمهور الفقهاء.
وقد جعل عمر بن الخطاب رضي الله عنه فكاك أسرى المسلمين من بيت المال لكثرة ما كان فيه من الأموال.
فإذا لم يكن هناك بيت مال للمسلمين وجب على الأغنياء أن يقوموا بهذا الواجب، فإن لم يقم به بعضهم أثموا جميعاً إثماً عظيماً، وفرطوا في دينهم تفريطاً لا يغفر لهم إلا إذا تابوا توبة نصوحاً وأخلصوا لله دينهم وبذلوا من أموالهم الكثير والكثير؛ ابتغاء وجه الله تعالى وطلباً لمغفرته، فهذا هو الطريق إلى النجاة من عذاب الله في الدنيا والآخرة.
يقول الله عز وجل:
{ يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا هَلْ أَدُلُّكُمْ عَلَى تِجَارَةٍ تُنْجِيكُمْ مِنْ عَذَابٍ أَلِيمٍ تُؤْمِنُونَ بِاللَّهِ وَرَسُولِهِ وَتُجَاهِدُونَ فِي سَبِيلِ اللَّهِ بِأَمْوَالِكُمْ وَأَنْفُسِكُمْ ذَلِكُمْ خَيْرٌ لَكُمْ إِنْ كُنْتُمْ تَعْلَمُونَ يَغْفِرْ لَكُمْ ذُنُوبَكُمْ وَيُدْخِلْكُمْ جَنَّاتٍ تَجْرِي مِنْ تَحْتِهَا الْأَنْهَارُ وَمَسَاكِنَ طَيِّبَةً فِي جَنَّاتِ عَدْنٍ ذَلِكَ الْفَوْزُ الْعَظِيمُ وَأُخْرَى تُحِبُّونَهَا نَصْرٌ مِنَ اللَّهِ وَفَتْحٌ قَرِيبٌ وَبَشِّرِ الْمُؤْمِنِينَ }
(سورة الصف: 10-13).
وقال الحسن بن علي: فكاك الأسير فرض على أهل الأرض التي يقاتل عليها، وهذا رأي حسن بن الحسن رَضِيَ اللَّهُ عَنْهُ، ولكن إذا فرط أهل الأرض التي يقاتلُ عليها فإن أهل الأرض الذين يلونهم يجب عليهم أن يقوموا بفكاكه إذا علموا أنهم قصروا في ذلك، فالمسلمون بعضهم لبعض ظهير.
ولا بأس أن يكون هناك تبادل بين الأسرى فنعطيهم من أسراهم ونأخذ من أسرنا بحسب ما تقض به الظروف والأعراف المتبعة، وبالقدر الذي يتفق عليه فيما بيننا وبينهم، وليكن رأس مسلم برأس كافر أو برأسين إن دعت الضرورة إلى ذلك بعد المشورة وأخذ الرأي، ولكل حال ما يناسبها.
"قال عمر بن عبد العزيز: إذا خرج الذمي بالأسير من المسلمين – فلا يحل للمسلمين أن يردوه إلى الكفر فليفادوه بما استطاعوا".
وأما أسرى الكفار فإننا نحسن معاملتهم لنظهر لهم سماحة الإسلام ونسمعهم كتاب الله تعالى لعلهم يستجيبون لنداء الفطرة فيتخلون عن جحورهم وكبريائهم ويؤمنون بالله ربهم.
وقد كان المسلمون في عهد النَّبِيِّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ يربطون بعض الأسرى ممن يطمع في إسلامهم في المسجد؛ ليسمعوا كلام الله، فكان يدخل في الإسلام كثير منهم.
وقد أثنى الله عز وجل على من يحسن إلى الأسرى من الكفار فقال:
{ إِنَّ الْأَبْرَارَ يَشْرَبُونَ مِنْ كَأْسٍ كَانَ مِزَاجُهَا كَافُورًا عَيْنًا يَشْرَبُ بِهَا عِبَادُ اللَّهِ يُفَجِّرُونَهَا تَفْجِيرًا يُوفُونَ بِالنَّذْرِ وَيَخَافُونَ يَوْمًا كَانَ شَرُّهُ مُسْتَطِيرًا وَيُطْعِمُونَ الطَّعَامَ عَلَى حُبِّهِ مِسْكِينًا وَيَتِيمًا وَأَسِيرًا }
(سورة الإنسان: 5-8)
وقد عرفنا من سيرة أصحاب النَّبِيِّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ حسن معاملة الأسرى بأسلوب يدعو إلى الفخر والاعتزاز بهذا الدين القويم، والذي يعفو عن قدرة، ويصفح الصفح الجميل عمن أساء إليه متى وجد منه ميلاً إليه.
وقوله صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ:
"أَطْعِمُوا الْجَائِعَ"
هو أمر عام في كل جائع من الإنسان والحيوان، وهو أحياناً يكون فرضاً وأحياناً يكون ندباً.
يكون فرضاً على من رأى رجلاً يكاد يموت من الجوع ومعه ما يطعمه به وليس هناك أحد غيره في الموطن، فإن كان معه أحد في الموطن كان إطعام هذا الجائع فرض كفاية على كل منهما، فإذا أطعمه واحد ارتفع التكليف عن الآخر وإلا أثما جميعاً، وإذا ارتفعت حالة الضرورة كان الإطعام مندوباً لا واجباً.
ولكن ينبغي أن نعلم أن المندوب قد يرتقي إلى الواجب أحياناً كما يذكر علماء الأصول.
وقد رغب الله عز وجل في إطعام الفقراء والمساكين وذلك في آيات كثيرة منها قوله تعالى في شأن الهدايا والأضاحي:
{ فَكُلُوا مِنْهَا وَأَطْعِمُوا الْبَائِسَ الْفَقِيرَ }
(سورة الحج: 28).
وقوله تعالى:
{ وَالْبُدْنَ جَعَلْنَاهَا لَكُمْ مِنْ شَعَائِرِ اللَّهِ لَكُمْ فِيهَا خَيْرٌ فَاذْكُرُوا اسْمَ اللَّهِ عَلَيْهَا صَوَافَّ فَإِذَا وَجَبَتْ جُنُوبُهَا فَكُلُوا مِنْهَا وَأَطْعِمُوا الْقَانِعَ وَالْمُعْتَرَّ }
(سورة الحج: 36).
والقانع: هو الفقير الذي يقنع بما يُعطي، أو هو الغني الذي يقنع بما عنده.
والمعتر: هو الفقير الذي يعير بفقره أو يخجل منه، أو هو الذي الذي يعتر إذا أعطى شيئاً قليلاً ويشعر بالإهانة، فهذان اللفظان من الأضداد: كل منهما يحمل المعنى وضده.
والبدن: هو الإبل والبقر والجاموس، جمع بدنة.
ومعنى
{جَعَلْنَاهَا لَكُمْ مِنْ شَعَائِرِ اللَّه }
أي جعلناها من مناسك الحج وموجباته.
ومعنى
{ فَاذْكُرُوا اسْمَ اللَّهِ عَلَيْهَا صَوَافَّ }
أي قولوا عند نحرها: بسم الله والله أكبر، وهي قائمة مصطفة.
ومعنى قوله
{ فَإِذَا وَجَبَتْ جُنُوبُهَا }
استوت على الأرض وسكنت وأعدت للأكل، فكلوا منها أول الناس أو آخرهم بمقدار الثلث أو أكثر أو أقل وأطعموا منها ما شئتم من الناس مسلمين وغير مسلمين.
وقد وردت في إطعام الطعام أحاديث كثيرة منها قوله صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ:
"يَا أَيُّهَا النَّاسُ أَفْشُوا السَّلَامَ، وَأَطْعِمُوا الطَّعَامَ، وصلوا الأرحام، وَصَلُّوا بِاللَّيْلِ وَالنَّاسُ نِيَامٌ تَدْخُلُوا الْجَنَّةَ بِسَلَامٍ".
وقوله صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ:
"عُودُوا الْمَرِيضَ"
أي زوروه مرة بعد مرة كلما سمحت الظروف بذلك، فالعود يقتضي التكرار.
ولزيادة المريض آداب كثيرة منها:
أن يكون المريض ممن يسمح الأطباء بزيارته، ولديه مكان لاستقبال الزوار من غير إحراج.
وأن يكون الزائر خفيف الظل ينصرف بعد أن يدعوا له بالشفاء ويعظه بما يزيده إيماناً ويحمله على الصبر والرضا.
وأن يكون أميناً لا يفشي سره ولا يحدث الناس بما يكره المريض أن يحدثهم به.
ويستحب أن تكون الزيارة في الأوقات التي يغلب على الظن أن أصحاب البيت يكونون مهيئين لاستقبال الزوار.
ولزيارة المريض فضل عظيم وأجر كبير، ولا سيما إذا كان المريض رجلاً صالحاً أو امرأة صالحة، وكان في حاجة إلى هذه الزيارة، وكان الزائر أيضاً رجلاً صالحاً أو امرأة صالحة يبتغي بزيارته وجه الله تعالى والتخفيف على المريض وإدخال السرور عليه.
ومن فضائل زيارة المريض أن الزائر لو دعا الله عنده بخير لاستجاب له بما شاء وكيف شاء وفي أي وقت شاء.
فقد روى مسلم في صحيحه:
عَنْ أَبِي هُرَيْرَةَ رَضِيَ اللَّهُ عَنْهُ
أن رَسُولُ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ قَالَ: إِنَّ اللَّهَ عَزَّ وَجَلَّ يَقُولُ يَوْمَ الْقِيَامَةِ: "يَا ابْنَ آدَمَ مَرِضْتُ فَلَمْ تَعُدْنِي! قَالَ يَا رَبِّ كَيْفَ أَعُودُكَ وَأَنْتَ رَبُّ الْعَالَمِينَ؟! قَالَ: أَمَا عَلِمْتَ أَنَّ عَبْدِي فُلَانًا مَرِضَ فَلَمْ تَعُدْهُ؟ أَمَا عَلِمْتَ أَنَّكَ لَوْ عُدْتَهُ لَوَجَدْتَنِي عِنْدَهُ؟ يَا ابْنَ آدَمَ اسْتَطْعَمْتُكَ فَلَمْ تُطْعِمْنِي! قَالَ: يَا رَبِّ وَكَيْفَ أُطْعِمُكَ وَأَنْتَ رَبُّ الْعَالَمِينَ؟! قَالَ: أَمَا عَلِمْتَ أَنَّهُ اسْتَطْعَمَكَ عَبْدِي فُلَانٌ فَلَمْ تُطْعِمْهُ، أَمَا عَلِمْتَ أَنَّكَ لَوْ أَطْعَمْتَهُ لَوَجَدْتَ ذَلِكَ عِنْدِي؟ يَا ابْنَ آدَمَ، اسْتَسْقَيْتُكَ فَلَمْ تَسْقِنِي! قَالَ: يَا رَبِّ كَيْفَ أَسْقِيكَ وَأَنْتَ رَبُّ الْعَالَمِينَ؟! قَالَ: اسْتَسْقَاكَ عَبْدِي فُلَانٌ فَلَمْ تَسْقِهِ! أَمَا إِنَّكَ لَوْ سَقَيْتَهُ وَجَدْتَ ذَلِكَ عِنْدِي؟".
وقد سبق أن تكلمنا عن آداب زيارة المريض وفضلها في حديث آخر بشيء من التفصيل.
والله هو الموفق وهو الهادي إلى سواء السبيل.
المقالات ذات الصلة
مقالات وموضوعات متنوعة
اتَّبِعُوا وَلَا تَبْتَدِعُوا
أي ما جاءكم به الرسول من ربه، فالزموه، فالأخذ في الآية معناه: اللزوم مع الفهم والإخلاص في الامتثال. وما نهاكم عن قوله وفعله، فاحذروه وكفوا عنه؛ فهو من تتمة الامتثال، فالطاعة تتمثل في الاتباع التام في هذه وذاك.
لَا تُؤْذُوا عِبَادَ اللَّهِ وَلَا تُعَيِّرُوهُمْ
الإسلام دين يدعو معتنقيه إلى التمسك بالفضائل، وهي كثيرة لا تنحصر في دائرة معينة ولكنها تشمل مناحي الحياة كلها. وهذه الفضائل على كثرتها تتبع من الإيمان وفيه نصب، فهي شعبه التي يتشعب بعضها من بعض، وتحت كل شعبة من الخصال الكريمة ما لا ينحصر.
أَفْشُوا السَّلَامَ وَأَطْعِمُوا الطَّعَامَ
إذا أراد الله بعبد خيراً، هداه إلى دينه القويم وصراطه المستقيم، وثبت قلبه على الإيمان الصادق فسعد بذلك في دنياه وآخرته. وعبد الله بن سلام حبر من أحبار اليهود، كان واحداً من أولئك الذين هداهم الله إلى الإسلام، فاجتمع عليه لبه وقلبه فعقل عن الرسول صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ كثيراً من الكلمات الجامعة والحكم البالغة، ووعاها وأداها كما س...
اسْتَوُوا وَلَا تَخْتَلِفُوا
كان النَّبِيِّ – صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ – يعني عناية فائقة بتسوية الصفوف في الصلاة لأن الصلاة في جماعة دليل على ائتلاف القلوب وتآخيها على الإيمان، فكلما كانت الصفوف متساوية كالبنيان المرصوص كانت القلوب أشد اتفاقاً وائتلافاً على المودة والرحمة والإخلاص. فالصلاة عماد الدين وركنه الركين، وهي برهان صحة الإيمان وسلامة اليقين، فكان الاجتم...
أَحْسِنُوا أَسْمَاءَكُمْ
الاسم دليل على صاحبه؛ فهو يسمو به ويحدده فيعرف به إذا ما ذكر. والاسم الحسن يحمل لصاحبه ولمن يسمع ذكره فألا حسناً، ويبعث في نفسه نشوة يستعذبها ويسر بها. والاسم القبيح على الضد من ذلك، وله على النفس آثار سيئة، فربما يتعقد الطفل منه حين ينادي به فيتوارى من الناس خجلاً، أو يعتزلهم فيصاب بعقدة الانطواء، وتلازمه هذه العقدة طول حياته.
لَا تَجْعَلُوا قَبْرِي عِيدًا
ولما كان النَّبِيِّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ أعظم الخلق عند الله وأكرم الرسل خشى أن يُعظم قبره تعظيماً يؤدي إلى إفساد العقيدة الصحيحة، أو إساءة الأدب مع الله تبارك وتعالى – نهاهم عن المبالغة في تعظيمه حياً وميتاً.