من السُّنَن في التشهد

من السُّنَن في التشهد

من السُّنَن في التشهد

1. يُسَنّ أن يفترش المصلِّي رجله اليسرى في التشهد , وينصب اليمنى.

وهذه الصِّفة يفعلها المصلِّي بعدما يُصلِّي الثانية بركوعها , وسجودها , وقيامها , وقعودها ، سواء كان في صلاة رباعية , أو ثلاثية , أو ثنائية , فأي ركعة ثانية في الجلوس في تشهدها تكون على هذه الصِّفة ؛ لحديث أبي حميد السَّاعدي - رضي الله عنه -  مرفوعاً, وفيه :

" فَإِذَا جَلَسَ فِي الرَّكْعَتَيْنِ جَلَسَ عَلَى رِجْلِهِ الْيُسْرَى وَنَصَبَ الْيُمْنَى" رواه البخاري برقم (828), وحديث عائشة - رضي الله عنها - :" وَكَانَ يَقُولُ فِي كُلِّ رَكْعَتَيْنِ التَّحِيَّةَ ، وَكَانَ يَفرشُ رِجْلَهُ الْيُسْرَى وَيَنْصِبُ رِجْلَهُ الْيُمْنَى"

رواه مسلم برقم (498) .

وأمَّا التشهد الأخير في الصَّلاة الرباعية , والثلاثية فسيأتي بيان صِفته .

2. السُّنَّة أن ينوِّع في وضع اليدين حال التشهد.

ووضع الكفين حال التشهد له صفتان :

الأولى : أن يضع اليدين على الفخذين .

الصِّفَة الثانية : أن يضع اليدين على الركبتين , وذلك بأن يُلْقِمَ يده اليسرى ركبته اليسرى , وأمَّا اليمنى فيُشير بها - كما سيأتي بيانه - وأمَّا اليسرى فهي مبسوطة دائماً.

لحديث ابن عمر - رضي الله عنهما - قال :

" كَانَ - أي: النَّبي - صلَّى الله عليه وسلَّم - - إِذَا جَلَسَ فِي الصَّلاَةِ، وَضَعَ كَفَّهُ الْيُمْنَى عَلَى فَخِذِهِ الْيُمْنَى, وَقَبَضَ أَصَابِعَهُ كُلَّهَا, وَأَشَارَ بِإِصْبَعِهِ الَّتِي تَلِي الإِبْهَامَ, وَوَضَعَ كَفَّهُ الْيُسْرَى عَلَى فَخِذِهِ الْيُسْرَى "

رواه مسلم برقم (580), وفي رواية :" وَيُلْقِمُ كَفَّهُ الْيُسْرَى رُكْبَتَهُ " رواه مسلم برقم (579) .

3. السُّنَّة أن ينوِّع في كيفيَّة وضع الأصابع حال التشهد.

ووضع الأصابع حال التشهد له صِفَتان :

الصِّفَة الأولى : أن يقبض أصابع كفه اليمنى كلها ، ويُشِير بإصبعه السَّبابة , واليسرى تكون مبسوطة .

لحديث ابن عمر - رضي الله عنهما - السَّابق:

" ...قَبَضَ أَصَابِعَهُ كُلَّهَا, وَأَشَارَ بِإِصْبَعِهِ الَّتِي تَلِي الإِبْهَامَ..." )

رواه مسلم برقم (580) .

الصِّفة الثانية : أن يعقد ثلاثاً وخمسين , بأن يقبض الخنصر والبنصر ، ويُحلِّق الإبهام مع الوسطى ، ويُشير بالسبابة , وأمَّا اليسرى فتكون مبسوطة .

لحديث ابن عمر - رضي الله عنهما - السَّابق في رواية :

" كَانَ - أي : النَّبي صلَّى الله عليه وسلَّم - إِذَا قَعَدَ فِي التَّشَهِّدِ وَضَعَ يَدَهُ الْيُسْرَى عَلَى رُكْبَتِهِ الْيُسْرَى , وَوَضَعَ يَدَهُ الْيُمْنَى عَلَى رُكْبَتِهِ الْيُمْنَى , وَعَقَدَ ثَلاَثَةً وَخَمْسِينَ , وَأَشَارَ بِالسَّبَّابَةِ "

رواه مسلم برقم (850) .

4. السُّنَّة أن ينوِّع المصلِّي بين صيغ التشهَّد.

فيفعل هذه الصيغة تارة , وهذه تارة , وممّا ورد :

أ. " التَّحِيَّاتُ لِلَّهِ , وَالصَّلَوَاتُ , وَالطَّيِّبَاتُ , السَّلَامُ عَلَيْكَ أَيُّهَا النَّبِيُّ وَرَحْمَةُ اللَّهِ وَبَرَكَاتُهُ , السَّلَامُ عَلَيْنَا وَعَلَى عِبَادِ اللَّهِ الصَّالِحِينَ , أَشْهَدُ أَنْ لَا إِلَهَ إِلَّا اللَّهُ , وَأَشْهَدُ أَنَّ مُحَمَّدًا عَبْدُهُ وَرَسُولُهُ " رواه البخاري برقم (1202) , رواه مسلم برقم (402) من حديث ابن مسعود - رضي الله عنه -.

ب. " التَّحِيَّاتُ الْمُبَارَكَاتُ , الصَّلَوَاتُ الطَّيِّبَاتُ لِلَّهِ , السَّلاَمُ عَلَيْكَ أَيُّهَا النَّبِيُّ..." رواه مسلم برقم (403) من حديث ابن عباس - رضي الله عنهما -.. ثم يُكمل كما سبق .

ج. " التَّحِيَّاتُ الطَّيِّبَاتُ الصَّلَوَاتُ لله , السَّلاَمُ عَلَيْكَ أيُّهَا النَّبِيُّ..." رواه مسلم برقم (404) من حديث أبي موسى- رضي الله عنه -., ثم يُكمل كما سبق .

5. السُّنَّة أن يجلس المصلِّي في التشهد الأخير مُتَوَرِّكاً في الصلاة الثلاثية , والرباعية.

والمقصود أن يقعد في التشهد الأخير إذا كانت الصلاة رباعية , أو ثلاثية على مقعدته , فيقعد على الورك الأيسر , والتَّورك ورد على أكثر من وجه , فيُستحب التنويع حينئذ .

وممّـا ورد :

1/ أن يفرش رجله اليسرى , ويخرجها من الجانب الأيمن , وينصب اليمنى ,  ويجعل مقعدته على الأرض.

وهذه الصِّفَة رواها البخاري - رحمه الله -  عن أبي حميد السَّاعدي - رضي الله عنه - رواه البخاري برقم (828) .

2/ أن يفرش القدمين جميعاً ، ويُخرجهما من الجانب الأيمن ، ويجعل مقعدته على الأرض .

وهذه الصِّفة رواها رواه أبو داود برقم (731) , رواه ابن حبان برقم (1867), رواه البيهقي (2/128)  من حديث أبي حميد السَّاعدي - رضي الله عنه - وصحَّحها الألباني - رحم الله الجميع -.

وليُعلَم أنَّ التَّورك على الصحيح ليس في كل تشهدٍ أخير , وإنما في التشهد الأخير في الصلاة الثلاثية , والرباعية دون الثنائية.

6. السُّنَّة أن ينوِّع المصلِّي بين صِيغ الصَّلاة على النَّبيِّ - صلَّى الله عليه وسلَّم- .

فقد وردت عِدَّة صيغ في الصَّلاة على النَّبيِّ - صلَّى الله عليه وسلَّم - ,  فالسُّنَّة أن ينوِّع بينها , وممّا ورد :

أ. "اللَّهُمَّ صَلِّ عَلَى مُحَمَّدٍ , وَعَلَى آلِ مُحَمَّدٍ ,كَمَا صَلَّيْتَ عَلَى إِبْرَاهِيمَ , وَعَلَى آلِ إِبْرَاهِيمَ إِنَّكَ حَمِيدٌ مَجِيدٌ , اللَّهُمَّ بَارِكْ عَلَى مُحَمَّدٍ , وَعَلَى آلِ مُحَمَّدٍ ,كَمَا بَارَكْتَ عَلَى إِبْرَاهِيمَ ,وَعَلَى آلِ إِبْرَاهِيمَ إِنَّكَ حَمِيدٌ مَجِيدٌ " رواه البخاري برقم (3370) من حديث كعب بن عجرة - رضي الله عنه- .

ب. " اللَّهُمَّ صَلِّ عَلَى مُحَمَّدٍ وَعَلَى آلِ مُحَمَّد كَمَا صَلَّيْتَ عَلَى آلِ إِبْرَاهِيمَ , وَبَارِكْ عَلَى مُحَمَّدٍ وَعَلَى آلِ مُحَمَّدٍ كَمَا بَارَكْتَ عَلَى آلِ إِبْرَاهِيمَ , فِي الْعَالَمِينَ , إِنَّكَ حَمِيدٌ مَجِيدٌ " رواه مسلم برقم (405) من حديث أبي مسعود الأنصاري - رضي الله عنه - .

ج." اللَّهُمَّ صَلِّ عَلى مُحَمَّدٍ وَعَلَى أَزْوَاجِهِ وَذُرِّيَّتِهِ ,كَمَا صَلَّيْتَ عَلَى آلِ إِبْرَاهِيمَ , وَبَارِكْ عَلَى مُحَمَّدٍ وَعَلَى أَزْوَاجِهِ وَذُرِّيَّتِهِ, كَمَا بَارَكْتَ عَلَى آلِ إِبْرَاهِيمَ , إِنَّكَ حَمِيدٌ مَجِيدٌ". رواه البخاري برقم (3369), رواه مسلم برقم (407) من حديث أبي حميد السَّاعدي- رضي الله عنه-.

7. يُسَنُّ أن يستعيذ المصلِّي من أربع قبل أن يُسلِّم .

وهو قول جمهور العلماء - رحمهم الله - , لحديث أبي هريرة - رضي الله عنه - , أنَّ النَّبيّ - صلَّى الله عليه وسلَّم - قال :

" إِذَا فَرَغَ أَحَدُكُمْ مِنَ التَّشَهِّدِ الآخِرِ, فَلْيَتَعَوَّذْ بِاللّهِ مِنْ أَرْبَعٍ: مِنْ عَذَابِ جَهَنَّمَ , وَمِنْ عَذَابِ الْقَبْرِ, وَمِنْ فِتْنَةِ الْمَحْيَا وَالْمَمَاتِ, وَمِنْ شَرِّ الْمَسِيحِ الدَّجَّالِ"

رواه مسلم برقم (588) , رواه البخاري برقم (832)

وهناك أدعية أخرى وردت في السُّنَّة , يُسَنُّ للمصلِّي أن ينوِّع في الإتيان بها قبل السَّلام , وممّـا ورد :

1/ " اللَّهُمَّ إنِّي أَعُوذُ بِكَ من المأْثَمِ والمغْرَمِ " رواه البخاري برقم (832) , رواه مسلم برقم (589) ..

2/ " اللَّهُمَّ إنِّي أَسْأَلُكَ الجَنَّةَ وَأَعَوْذَ بِكَ مِنَ النَّارِ " رواه أبو داود برقم (792), وصحح إسناده الألباني (صحيح أبي داود 3/377).

3/ " اللَّهُمَّ إِنِّي ظَلَمْتُ نَفْسِي ظُلْمًا كَثِيرًا وَلَا يَغْفِرُ الذُّنُوبَ إِلَّا أَنْتَ , فَاغْفِرْ لِي مَغْفِرَةً مِنْ عِنْدِكَ وَارْحَمْنِي , إِنَّك أَنْتَ الْغَفُورُ الرَّحِيمُ" رواه البخاري برقم  (6326) , رواه مسلم برقم (2705) .

4/ " اللَّهُمَّ أَعِنِّي عَلَى ذِكْرِكَ , وَشُكْرِكَ , وَحُسْنِ عِبَادَتِكَ " رواه أحمد برقم (22119) , رواه أبو داود برقم (1522), رواه النَّسائي برقم (1304), وصححه الألباني (صحيح الجامع 2/1320).

5/ " اللَّهُمَّ إِنِّي أَعُوذُ بِكَ مِنْ الْبُخْلِ , وَأَعُوذُ بِكَ مِنْ الْجُبْنِ , وَأَعُوذُ بِكَ أَنْ أُرَدَّ إِلَى أَرْذَلِ الْعُمُرِ, وَأَعُوذُ بِكَ مِنْ فِتْنَةِ الدُّنْيَا , وَأَعُوذُ بِكَ مِنْ عَذَابِ الْقَبْرِ " رواه البخاري برقم (6370).

6/ " اللَّهُمَّ حَاسِبْنِي حِسَابًا يَسِيرًا " رواه أحمد برقم (24215) وصححه الألباني (تحقيق مشكاة المصابيح 3/1544) .

ثم يُسلِّم ملتفتاً في سلامه , والتفاته في الصَّلاة سُنَّة , والمبالغة في الالتفات سُنَّة أيضاً ؛ وذلك لأنَّ النَّبيّ - صلَّى الله عليه وسلَّم - كان يلتفت حتى يرى مَن وراءه بياضَ خدِّه - صلَّى الله عليه وسلَّم - فعَن سعد بن أبي وقاص - رضي الله عنه - قال :

" كُنْتُ أَرَى رَسُولَ اللّهِ - صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ- يُسَلِّمُ عَنْ يَمِينِهِ وَعَنْ يَسَارِهِ , حَتَّى أَرَى بَيَاضَ خَدِّهِ"

رواه مسلم برقم (582)



المقالات ذات الصلة

مقالات وموضوعات متنوعة

المقالات

اشترك للإطلاع على جديد الموقع